أول شخص طاف حول الأرض كان مستكشفًا برتغاليًا مشهورًا ومعروفًا لدى الكثيرين. وقد ترك هذا المستكشف أثراً كبيراً في التاريخ، بالإضافة إلى تسمية بعض الشوارع والأماكن باسمه نظراً لعبقريته وقدرته على اكتشاف الكثير. تابعونا على موقعنا.
عن أول البشر الذين داروا حول الأرض
يعتبر فرديناند ماجلان مستكشفًا برتغاليًا، وكان أول من طاف حول الأرض. وكان برفقته أسطول مكون من خمس سفن وطاقم مكون من 270 بحارًا. قام ماجلان بهذه الرحلة ليثبت أن الأرض كروية ومحاطة بالبحارة. واكتشف أيضًا أن العالم أكبر بكثير مما كان يتخيله في ذلك الوقت.
قام ماجلان بهذه الرحلة في الأصل للبحث عن الثروة، لكنه اكتشف في هذه الرحلة أشياء أخرى كما اكتشف أيضًا الطرق والمضايق والحيوانات. وكان ماجلان أول أوروبي يرى بطريقًا، فأطلق عليه اسم بطريق ماجلان، بالإضافة إلى المضيق الذي سمي أيضًا باسمه وهو مضيق ماجلان. كما تمكن من اكتشاف الطريق البحري الغربي المؤدي إلى جزر التوابل، المعروفة الآن باسم مضيق ماجلان، لأن ماجلان كان أول مستكشف أو رحالة يعبر المحيط الهادئ.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الرحلة استغرقت ثلاث سنوات حيث كانت رحلة ماجلان خطيرة للغاية حيث واجهوا خلال رحلتهم العديد من المشاكل والصعوبات. ومن بين السفن الخمس التي أبحرت مع ماجلان، لم تنجو سوى سفينة واحدة باستثناء ثمانية عشر شخصًا. ومن بين أفراد الطاقم المكون من 270 شخصًا، قُتل ماجلان أيضًا خلال المعركة التي دارت خلال هذه الرحلة.
حياة فرديناند ماجلان
يعتبر ماجلان أول من دار حول الأرض ويمكننا أن نتعرف عليه وعلى حياته بالتفصيل. ولد فرديناند ماجلان في 17 أكتوبر 1480م في مدينة سيركا بالبرتغال. اهتمت دراسة ماجلان بصنع الخرائط والملاحة، حيث اهتم بهذا المجال منذ سن مبكرة.
عندما كان ماجلان في منتصف العشرينيات من عمره، بدأ الإبحار مع العديد من الأشخاص وشارك أيضًا في العديد من المعارك. وفي عام 1519م، شارك في رحلة للبحث عن أفضل طريق إلى جزر التوابل نيابة عن الإمبراطور الروماني شارل الخامس. وتمكن ماجلان بالفعل من إيجاد طريق إلى جزر التوابل رغم الصعوبات الكثيرة.
ومن الجدير بالذكر أن والد فرديناند ماجلان كان ينتمي إلى طبقة النبلاء البرتغاليين وتم تعيينه خادمًا للملكة بعد وفاة والده وهو في العاشرة من عمره. كما التحق بمدرسة الملكة ليونورا الخاصة للخدمات الفخرية في لشبونة. بالإضافة إلى ذلك، درس ماجلان العديد من النصوص حول هذه المجالات… وهو مهتم بموضوعات مثل رسم الخرائط وعلم الفلك والطيران.
تفاصيل حول الرحلة الأولى حول العالم
وفي عام 1517م، انتقل ماجلان إلى إسبانيا بسبب خلاف بينه وبين ملك البرتغال. في هذا الوقت، انضم ماجلان إلى الأسطول الملكي وشرع في رحلة استكشافية إلى جزر القمر، والتي كانت بداية رحلة ماجلان للإبحار حول الأرض.
وتجدر الإشارة إلى أن الهدف الرئيسي لرحلات كريستوفر كولومبوس إلى الغرب كان الوصول إلى الهند من أجل إقامة علاقات تجارية بين إسبانيا ومماليك آسيا، إذ في كل مرة اتجهوا غربًا، اكتشف ماجلان طريقًا جديدًا إلى الجنوب كان . وفي عام 1517م، أظهر ماجلان لرئيس غرفة التجارة الإنجليزية طريقًا جنوبيًا يمكن أن يمروا به دون التأثير على العلاقات مع البرتغاليين. تم تسمية هذا الطريق لاحقًا باسم ماجلان.
وفي 22 مارس 1518، عين ماجلان قباطنة لمرافقته في البحث عن جزر التوابل في يوليو من ذلك العام، حيث منح ماجلان الربابنة الجدد بعض الامتيازات، منها ما يلي:
- ومن المتوقع أن يتم احتكار الطريق لمدة حوالي عشر سنوات.
- يتم تعيين القباطنة الجدد حكامًا للأراضي التي تم اكتشافها أثناء الرحلة.
- سيحصل القادة الجدد على 5% من صافي المكاسب التي يتلقونها.
- وسيكون لكل منهم جزيرته الخاصة.
قام الحاكم الإسباني بتمويل الرحلة بشكل كبير من خلال تزويدهم بما يكفي من البضائع لمدة عامين من السفر، كما تم تعيين رسام خرائط لرسم الخرائط التي تم تطويرها لهم حتى يتمكنوا من استخدامها أثناء الرحلة. ثم اتجه ماجلان إلى الطريق الجنوبي بأسطوله المكون من خمس سفن، ورغم هذه الاستعدادات والإمدادات المعدة لهم، إلا أنهم واجهوا العديد من المشاكل والصعوبات أثناء رحلتهم، وكان أبرز هذه المشاكل التي واجهوها، نقص المال.
ومن الجدير بالذكر أن هذه الرحلة، كما سبق أن ذكرنا، شاركت فيها خمس سفن، دمرت منها سفينتان وبقيت ثلاث سفن، بالإضافة إلى نقص الإمدادات على هذه السفن المتبقية. ومع ذلك، تمكن ماجلان بعد ذلك من الإبحار نحو المحيط الهادئ، وبعد مرور حوالي أربعة عشر عامًا. وبعد أسبوع من وفاة العديد من البحارة، تمكنوا من الوصول إلى غرب المحيط الهادئ ثم انتقلوا إلى الفلبين.
وفي 27 إبريل 1521م، توفي ماجلان. قُتل خلال معركة مع البحارة المحليين، وهكذا تمكنت سفينة واحدة فقط من الأسطول المكون من خمس سفن من النجاة والوصول إلى إسبانيا، حيث حدث ذلك في سبتمبر 1522، ومن هنا ستكون هذه أول رحلة حول العالم.
تفاصيل الأسطول
قام الملك كارلوس الخامس بتجهيز خمس سفن مكونة من قباطنة وبحارة متميزين. ويمكن تحديد هذا الأسطول على النحو التالي:
- السفينة الأولى وهي السفينة القائدة واسمها (ترينيداد) وزنها حوالي 110 طن وكان طاقمها مكون من 55 فرداً وكان يقودها ماجلان.
- أما السفينة الثانية، وهي سفينة أنطونيو، فكان وزنها حوالي 120 طنًا وكان طاقمها يصل إلى ستين شخصًا. كانت هذه السفينة تحت قيادة خوان دي قرطاجنة.
- كانت السفينة (كونسيبسين) التي يبلغ وزنها 90 طنًا تقريبًا وطاقمها المكون من 45 شخصًا تحت قيادة كاسبر دي كيسادا.
- وكانت السفينة (سانتياغو) وهي سفينة تزن نحو 75 طنا، مؤلفة من طاقم مؤلف من نحو اثنين وثلاثين شخصا وكانت تحت قيادة خوان سيرانو.
- كان للسفينة (فيكتوريا) التي يبلغ وزنها 85 طنًا تقريبًا طاقم مميز يصل إلى 43 شخصًا وكان يقودها لويز مينوسا. سميت هذه السفينة على اسم الكنيسة التي أدى فيها ماجلان يمين الولاء.
تجدر الإشارة إلى أن السفينة التي كان يقودها ماجلان (ترينيداد) كانت السفينة الوحيدة من نوع كارافيل، أما السفن المتبقية فكانت من نوع كارافيل أو ناووس.
وفي النهاية تمكنا من معرفة أن فرديناند ماجلان هو أول من دار حول الأرض وتعرفنا أيضًا على تفاصيل هذه الرحلة لهذا المستكشف العظيم، فلدينا خلفية ثقافية عن ماجلان واكتشافاته ورحلته البحرية الرائعة.