من هو رامي مخلوف؟ ما هي سيرته الذاتية؟ وطرحت هذه التساؤلات بسبب ما قيل عن علاقته الوثيقة بأحد أبرز الشخصيات في العالم العربي، الأمر الذي أثار حيرة لدى الكثيرين حول هوية هذا الشخص وتاريخه والمجالات التي يعمل فيها.
ولهذا يأخذكم موقع ملتزم في جولة قصيرة سنتعرف فيها معاً على إجابة سؤال “من هو رامي مخلوف؟” ما سر شهرة هذه الشخصية مقارنة بالعديد من الاقتصاديين الآخرين؟ كل هذا وأكثر ستكتشفينه في السطور التالية. انها تستمر.
من هو رامي مخلوف؟
كثير من الناس يسألون أنفسهم: “من هو رامي مخلوف؟” ولد رامي مخلوف في 10 يونيو 1969 في بستان الباشا في مدينة جبلة السورية. والده رجل أعمال يدعى محمد مخلوف، ولقبه “زعيم النفط السوري”.
ويعتبر رامي مخلوف الابن الأول للعائلة، يليه حافظ مخلوف الذي يعمل ضابط أمن دولة، وشقيقان آخران هما إيهاب وإياد.
تربط رامي مخلوف منذ ولادته علاقات وثيقة، أبرزها أنه ابن عم الرئيس بشار الأسد ومتزوج أيضاً من ابنة المحافظ وليد عثمان محافظ درعا.
مشاريع رامي مخلوف
لدى رامي مخلوف العديد من المشاريع في مجالات متنوعة، والتي سنقدمها لكم فيما يلي.
مشروع في قطاع السيارات
أراد رامي السيطرة على تجارة السيارات في سوريا، لكن الأمر لم يكن سهلاً؛ وأدى ذلك إلى اصطدامها بمنافس قوي جداً وهو شركة أبناء عمر سنقر الوكيل الوحيد لمرسيدس.
وعندما حاول رامي أن يتولى التوكيل بدلاً من سنقر، انحازت مرسيدس إلى أبناء عمر سنقر، لكن الحكومة لم توافق وفرضت بدورها عقوبات على مرسيدس.
كما تمكن رامي مخلوف من الحصول على توكيل حصري لشركة BMW، وبدأت وزارة الدفاع بشكل عاجل بشراء سيارات للضباط المتقاعدين.
ولم يكن رامي سعيدًا بذلك. انضم إلى إميل إميل لحود وأسس شركته الخاصة التي تراقب مطابقة السيارات المستوردة للمواصفات المحلية.
شركة أوراسكوم
وكان “رامي” شريكاً لنجيب ساويرس في شركة أوراسكوم، وظهر هذا الأمر للعلن بعد أن طرحت وزارة الاتصالات السورية مناقصة صورية لتشغيل قطاع الهاتف المحمول.
وظهر رامي مخلوف في المناقصة كشريك لشركة أوراسكوم، إلا أن خلافات نشأت بينهما، فصادر مخلوف أموال الشركة الموجودة في سوريا وعين لها حارسين هما شقيقه إيهاب ومديرها الإداري نادر القلعي عام 2003 وتحديداً. وفي يوليو/تموز، كان هناك تهديد باللجوء إلى التحكيم الدولي. ; سيتم بعد ذلك حل المشكلة وديًا.
وبعد ذلك، أصبحت شركة سيريتل التي يملكها مخلوف، والتي تم ترخيصها مجاناً رغم كونها شركة ربحية، إحدى الشركات الأخرى؛ وهكذا أصبحت الشركتان في سوريا متخصصتان في قطاع الهاتف المحمول.
وجه الشركة هو رامي مخلوف، لكن مالكيها الحقيقيين هما بشار وماهر الأسد. كما تسيطر هذه الشركة على السوق المحلي في سوريا بنسبة كبيرة تصل إلى 55%.
كما أن للشركة العديد من العملاء يصل عددهم إلى نحو مليون ونصف المليون عميل، أما باقي السوق المحلية فقد تقاسمها الرئيس نجيب ميقاتي صاحب شركة أريبا ورئيس وزراء لبنان الأسبق.
تواصل
وحاول “مخلوف” توسيع شبكة الاستثمار في الهاتف المحمول إلى ما هو أبعد من سوريا وباكستان، لكن بعد أشهر قليلة تم سحب العقد بسبب شبهات غسيل أموال متداولة حوله. كما فشل في أوكرانيا.
وتمكن في النهاية من الاستثمار في اليمن، لكن الاستثمارات الخارجية التي أرادها “رامي” بدأت بعد استشهاد رئيس الوزراء رفيق الحريري. اشترى برجين في دبي، أحدهما باسم زوجته والآخر باسم أبنائه، بعد أن حول بعض أمواله هناك.
وبحلول عام 2005، تم التعرف على هوية المالك الحقيقي لشركة سيريتل، وهما بشار ومالك الأسد، بعد أن سافر رامي إلى الصين مع وكيله لإبرام عقد مع شركة هواوي للاتصالات لتوريد سلسلة من المعدات التي عززتها وطالبت الشركة و”رامي”. خلال هذه المقابلة حصل على عمولة تبلغ حوالي 20٪.
يعتبر قطاع الاتصالات من أهم القطاعات الاقتصادية المربحة في سوريا. بينما بلغت إيرادات المؤسسة العامة للاتصالات خلال عام وتحديداً عام 2004 نحو 34 مليون ليرة سورية.
وتسيطر سيريتل على 55% من السوق المحلية، فيما تذهب النسبة المتبقية إلى شركة أريبا، ويبلغ عدد مشتركي الشركة حوالي 1.5 مليون مشترك.
وعلى الرغم من الأرباح المرتفعة التي حققتها مجموعة الاتصالات في عام 2004، فقد فرضت ضريبة جديدة على فواتير الهاتف الثابت والهاتف الخلوي تسمى “ضريبة المستهلك”.
وبلغت هذه الضريبة 2% على فاتورة الهاتف الثابت و3% على فاتورة الهاتف المحمول، مما شكل عبئاً كبيراً على المواطن السوري. لأنه يدفع ثمن الهاتف الخليوي ضعف ما يدفعه في بعض الدول المجاورة.
شركات راماك
وهي إحدى شركات رامي مخلوف. وتتخصص الشركة في الاستثمارات العقارية، ولكنها لا تخلو من الفساد. وتقوم الشركة بتنفيذ مشاريع كبرى باستخدام مناقصات وهمية.
ويتم تنفيذ هذه المشاريع بالتعاون مع عماد غريواتي الذي أسس شركة متخصصة في الاستثمارات السياحية. كما أنه يستثمر في قطاع الأسمنت. ومن الاستثمارات التي قام بها أنه يمتلك نصف أسهم بنك المشرق الاستثماري، كما أسس شركة لإقامة مشاريع تجارية اسمها الكورنيش السياحية.
الموقف السياسي لرامي مخلوف
لا يختلف الموقف السياسي لرامي مخلوف كثيراً عن موقف المستثمرين الآخرين. ولأنه أحد أقوى رجال الأعمال في سوريا، فهو أيضاً المستفيد الوحيد من الفساد العام في سوريا، ولا يوجد استثمار أجنبي في سوريا إلا من خلاله.
وليس من المستغرب أن تضيف وزارة الخزانة الأمريكية شركة مخلوف إلى قائمة العقوبات. ويعتبر رامي هو الواجهة التي يخفي خلفها بشار الأسد عمليات غسيل الأموال، كما أنه يسيطر على القضاء في سوريا.
بعد كل هذا الفساد، من الطبيعي في الأسابيع الأولى للثورة السورية أن يحرق الثوار شركة مخلوف وجميع مكاتبه، فيحاول تهدئة الأوضاع بالانسحاب من العمل التجاري والتفرغ للأعمال الخيرية. على سبيل المثال، من خلال إعطاء جزء من أسهم شركة الاتصالات لذوي الدخل المحدود.
لكنه سرعان ما تراجع عن قراره، مدعيا أن شركاته تدعم الاقتصاد السوري وتوفر فرص العمل.
قصة الفساد لرامي مخلوف
وعند الإجابة على سؤال «من هو رامي مخلوف؟»، يُذكر أنه متورط في الفساد منذ بداية حياته. عندما كان في المرحلة الإعدادية كان مسؤولاً عن تهريب المواد الأساسية من سوريا عند عدم توفرها، وعندما كان في المرحلة الثانوية بدأ بدخول السوق التجاري.
وعندما كبر قليلاً، علمه والده مبادئ الفساد. وبدأ بإرساله مع «محاميه» البلاشي، ليتعلم كيفية مناقشة المعاملات مع الشركات وإنفاذ الرشاوى عبر البنك العقاري والقروض الوهمية بطرق مختلفة.
وبعد ذلك بدأ بتأمين قروض كبيرة بفائدة 10%، ثم زاد نشاطه وبدأ بتأمين قروض وهمية وتشغيلها لدى التجار، مثل أخذ قرض بقيمة 350 مليون ليرة باسم شخص متوفى لتأسيسه مشروع استثماري سياحي في الرقة. وتبين أن الأرض تابعة لوزارة الزراعة والعديد من الشركات الأخرى. الفساد الذي ارتكبه.
وبعد سنوات من الفساد الداخلي والخارجي، حجزت مصلحة الجمارك السورية عام 2024 كافة أموالها الداخلية والخارجية كإجراء احترازي، وقدرت قيمة المخالفات والغرامات المفروضة على “مخلوف” بنحو 21 مليون دولار.
وبذلك نكون قد أجبنا على سؤالك “من هو رامي مخلوف؟” وما هي الأنشطة التي يمارسها، ومن بينها، بالإضافة إلى مشاركته في شركة أوراسكوم، أيضاً أحد المشاريع في قطاع السيارات، شركة قطع غيار السيارات. وليس هذا فحسب، بل ناقشنا أيضًا الوضع وسياساته والتاريخ المحيط بفساده، ونأمل أن نكون قد قدمنا لكم الفائدة المرجوة.