أين تأسست الدولة الموحدية؟ سؤال يبحث البعض عن إجابة له، حيث أن التاريخ بشكل عام والتاريخ الإسلامي بشكل خاص قد شهد ظهور العديد من الدول والدول الصغيرة، والتي استمرت على مدى فترة من الزمن وبدأت في ذروة الازدهار، ثم وميضها تلاشى، وسرعان ما زال أثرهم، ولم يبق إلا ما نقل عنهم. ومن هذه الدول في كتب التاريخ دولة الموحدين، وهو ما نتناوله في هذا المقال على موقع ملتزم، وللحصول على إجابة لسؤال أين تأسست الدولة الموحدية تابع مقالنا.
أين تأسست الدولة الموحدية؟
قلنا سابقًا أن مؤسس الدولة الموحدية هو ابن تومرت، الذي ينتمي إلى قبيلة المصمودة بالمغرب، والتي كانت مستوطنتها تحديدًا بمنطقة تينمل، بالقرب من مدينة مراكش. واستولى على قلعة تنمل ومن هناك بدأت الدعوة إلى قيام الدولة الموحدية. ثم انتشرت الدعوة واكتسبت أتباعاً وأتباعاً، واتخذت مدينة مراكش عاصمة لها عام 1146م.
لمحة عامة عن الدولة الموحدية ونشأتها
دولة الموحدين هي دولة منسوبة إلى جماعة من الإسلاميين وتقوم على مبدأ أن الله تعالى ليس له نظير في الخلق. تأسست في القرن السادس الميلادي، وبالتحديد في عام 515م، الذي يوافق عام 1121م. أسس هذه الدولة ابن تومرت، وهو محمد بن عبد الله. بن وجليد بن يمسال الذي لقبه البعض بالمهدي. ويعاونه اثنان من علماء العصر، وهما عبد المؤمن بن علي التجري الكومي النضرمي، وأبو محمد بن عبد الله بن محاسن الونشاريسي.
وتذكر كتب التاريخ أن بن تومرت كان معروفا بالاجتهاد في دراسة العلوم المختلفة. تعلم اللغة ودرس الدين في بلاد المشرق وأيضاً في أوروبا.
وتطلع ابن تومرت إلى إقامة حركة إسلامية قوية من شأنها إحياء عصر الخلافة الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين وترسيخ مبدأ التوحيد الخالص والإيمان المطلق، فأطلق على هذه الحركة اسم (الدولة الموحدية أو.. .) . الدولة الموحدية)، وبذل ابن تومرت كل ما في وسعه لتوسيع نطاق دعوته. نال مؤيدين وانضم إليه أتباع، ووصل صداه إلى العديد من دول وعواصم العالمين الإسلامي والعربي، ومن بين هذه الدول مصر وتونس وفاس ومراكش وتلمسان وطرابلس.
وحظيت الدعوة بتأييد كبير، مما دفعه إلى القيام بثورة تطالب بالمبادئ العالمية والقضاء على الفروع. ثم اختار المغرب العربي كمعقل لحكومته، حيث يمكنه الحصول على السلطة من خلال طلب الدعم من المغاربة. حاول القضاء على المرابطين في المغرب الأقصى وفعلا نجح وأصبح واليا عليهم. وفي عام 516 م، استمر حكمه حتى وفاته عام 524 م.
أنظر أيضا: أسئلة عامة عن التاريخ وإجاباتها
توسعات الدولة الموحدية
وبعد وفاة ابن تومرت انتقلت دولة المغرب إلى محمد بن علي وشهدت حركة توسع كبيرة جداً، بدأت بالتوسع الذي شمل المغرب كله، ثم إلى الحدود الخارجية ومنها قرطبة والأندلس. والتوسع في شمال أفريقيا. كما شهدت هذه الحقبة من تاريخ دولة الموحدين عددًا من المعارك، منها معركة النورمان والمرابطين في مراكش وتونس، والتي انتهت بإقصائهم، وكذلك معركة دارك التي دارت ضد الإسبان. ولم يكن هذا العصر مجرد عصر توسعات، بل كان عصر وحدة عاشها المغرب العربي في أقوى صورها ومظاهرها، حتى اجتمعوا على عقيدة وثقافة، حيث كان الجيش في هذا الوقت يتميز بجيش واحد كبير عدد وقوة المعدات، إذ بلغ عددها نحو نصف مليون جندي.
واستمر الازدهار والتطور بعد وفاة عبد المؤمن وتولي أبي يوسف يعقوب بن يوسف المنصور العرش، الذي ركز اهتمامه على بناء المساجد والمستشفيات والقلاع وغيرها من جوانب التعمير ولم يتوقف التطور إلا بوفاته، لتبدأ مرحلة جديدة انهارت فيها الدولة الموحدية، وخطت، بعد سلسلة من الهزائم، أولى خطواتها نحو الهزيمة والخراب. وانتهت الأحداث المتوالية التي تعرض لها بفرض السيطرة والحكم عليه من قبل ابن مرين عام 668م.
أهم أسباب سقوط دولة الموحدين
وتعددت الأسباب التي أدت إلى انهيار هذه الدولة، ولعل أبرزها وأكثرها تأثيرا هو التخلي عن مبدأ الشورى والاعتماد على الرأي، الذي كان السمة الغالبة لحكم الخليفة الناصر في وبالإضافة إلى امتداد حصار شلابترا الذي امتد قرابة ثمانية أشهر وكان له آثار وخيمة للغاية، فقد انخدع الخليفة الناصر بعدد من معدات جيشه، مما أدى إلى إهمالهم لها وأدى إلى ضعفهم.
وربما يفيدك أيضًا قراءة هذا المقال: من هم الخوارج؟ هل ظهور الخوارج من علامات الساعة الصغرى؟
ازدهار الفن المعماري في عهد الدولة الموحدية
ومن الأمور التي تميزت بها الدولة الموحدية ازدهار العمارة وتشييد المباني العديدة التي اختفى بعضها وبقي بعضها الآخر شاهدا على حضارة الدولة الموحدية رغم أنها كانت اقتصادية ولم تتميز مبانيها بالمبالغة والبذخ، ولكنها اتسمت بالجمال والعراقة والبساطة وربما كانت من أهم المباني المعمارية. تشمل هذه الدولة ما يلي:
- مسجد الكاتبة: في حين كان يوجد في مدينة مراكش العديد من المساجد التي انحرفت عن اتجاه القبة، فقد تم بناء هذا المسجد بدقة متناهية في عام 1147م على يد عبد المؤمن الكومي. ثم اكتشف أن بها أيضاً بعض الانحراف عن اتجاه القبلة، فأعيد بناؤها عام 1196م في عهد أبي يعقوب المنصور.
- منارة مسجد المنصور بإشبيلية: بدأ البناء على يد أبو يعقوب يوسف، وأكمل البناء ابنه. وقام ببناء المئذنة التي وصل طولها إلى 96 مترا، إلا أنها حولت إلى برج جرس ملحق بكنيسة جيرالدا، التي حلت محل المسجد بعد سقوط إشبيلية.
وأخيراً أخذنا لمحة عامة عن الدولة الموحدية للتعرف عليها وتعرفنا على مكان قيام الدولة الموحدية وتوسعاتها وأسباب سقوطها ومن ثم ذروة العمارة في عهدها. نأمل أن يرضيك هذا المنتج.