وتضاعف عدد المصريين في الكويت في الآونة الأخيرة حتى انتشار فيروس كورونا المعروف عالميا، مما دفع بعض الدول إلى الإغلاق على الوافدين والمغتربين على حد سواء. وبدأت دولة الكويت كغيرها من الدول في تقليل وحصر عدد السكان على أراضيها من أجل تقليل خطر انتشار الفيروس.
وسنقوم إن شاء الله باستعراض بعض من تاريخ الكويت وتاريخ مصر. كما سنتعرف على العلاقة الوثيقة التي تربط البلدين أرضا وشعبا، ونسأل الله عز وجل أن يسدد خطانا ويوفقنا إلى حسن الرشاد.
عدد المصريين في الكويت
ويبلغ عدد المصريين في الكويت، بحسب المسح الإحصائي الذي أجرته وزارة الداخلية الكويتية، نحو نصف مليون مهاجر مصري، في حين تجاوز عدد الأجانب الوافدين إلى دولة الكويت حد النصف مليون مهاجر إلى أكثر أكثر من ستمائة وخمسين ألف وافد إلى دولة الكويت.
ووفقا لهذه الإحصائيات فإن عدد المصريين في دولة الكويت يزيد بأربعة أضعاف عن عدد المهاجرين في دولة الكويت.
أسباب تزايد أعداد المصريين في الكويت
إن أعداد المصريين في الكويت والتي زادت بشكل ملحوظ حسب وزارة الإحصاء الكويتية ووزارة الداخلية الكويتية، لها أسباب أدت إلى هذه الزيادة ولعل أهمها هو الذي سنتناوله في السطور التالية :
- يلجأ الكثير من المصريين إلى الهجرة أو البحث عن فرص عمل خارجية، حيث أنه من الصعب إيجاد فرصة عمل حقيقية تضمن للفرد الحياة الكريمة.
- يحتاج عدد كبير جدًا من المصريين إلى توفير احتياجاتهم الأساسية مثل الملبس والغذاء والسكن حتى يتمكنوا من العثور على مأوى، وكل هذا يصعب تحقيقه نظرًا للرواتب التي يدفعها أصحاب العمل لعمالهم.
- وبالإضافة إلى الرواتب الضئيلة التي يمنحها أصحاب العمل لموظفيهم، فإن تلبية الاحتياجات الأساسية تتطلب مبالغ باهظة لا تكفيها هذه الرواتب.
- ونظرًا لاختلاف العملة بين بلدهم والدولة التي نزحوا إليها، يلجأ العديد من المصريين إلى العمل في الخارج، وهذا يحدث فرقًا كبيرًا عندما يقوم النازح بتوفير المال.
ولذلك يحتاج المصريون إلى فرص عمل حقيقية لتوفير الطعام والملبس والمشروبات في بلدان أخرى غير وطنهم، حيث الرواتب أقل والأسعار أعلى، خاصة إذا كان الشخص معيلاً أو على وشك الزواج.
تاريخ دولة الكويت
إن تاريخ الأرض التي قامت عليها دولة الكويت قديم قدم الزمن، ولا ينكر أحد ذلك، فقد تم العثور على حفريات في أراضيها يعتقد أنها تعود إلى العصر الحجري – العرب الإسلاميون، وهنا اثنان من وأشهر المعارك التي دارت في الإسلام، وهما: “اليوم الأول من حربه واليوم الثاني من حربه”.
وقعت معركة اليوم الأول من وره عندما تمردت قبيلة بكر على الملك المنذر بن ماء السماء. وقرر المنذر إجبارهم على الطاعة، فقاتلهم وألحق بقبيلة بكر هزيمة قاسية.
اليوم الثاني أو المعركة تعرف باسم “يوم ورة الثاني” وهي معركة وقعت بين العرب وبعضهم. حدث ذلك عندما أرادت قبيلة تميم انتزاع الإبل من الملك عمرو بن هند -ملك الحيرة- وعصيانه كمتمردين، غير آبهين بما قد يحدث. كان عمرو بن هند مهيباً عند الناس وكانت العرب كلها تعرفه وتخافه، فقرر عمرو بن هند ملك الحيرة قتالهم وبالفعل حاربهم وهزمهم مثل سلفه آل عمرو. المنذر بن ماء السماء، ففعل.
وسميت المعركتان بـ”أيام الوارة الأولى والثانية” نسبة إلى جبل وارة الذي وقعت فيه المعركتان والذي يقع حاليا داخل الأراضي الكويتية.
وفي العصر الإسلامي شهدت بلاد الكويت معركة شهيرة قادها الصحابي الجليل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- وهي سيف الله الذي استله في هذه المعركة ضد الكفار والأعداء. الشهرة والشرف الذي يفتخر به كل مسلم.
وعرفت هذه المعركة بذات السلسلة ووقعت بين المسلمين والفرس في بلاد الكاظمية وموقعها الحالي في دولة الكويت. وانتهت المعركة الشهيرة بهزيمة نكراء بانتصار المسلمين وهزيمة الفرس.
وكل هذا دليل على وجود دولة الكويت منذ القدم. وماذا عن تاريخ دولة الكويت؟
تاريخ دولة الكويت
تحدثنا سابقاً عن تاريخ دولة الكويت الذي يعود إلى العصر الحجري. تحدثنا قليلاً عن المعارك الشهيرة التي دارت على أرض ما يعرف الآن بالكويت. أما دولة الكويت، فقد جاء اسمها المعروف اليوم إلى الوجود منذ ما يقرب من ثلاثمائة عام، وعلى وجه الخصوص تم إعلان دولة الكويت. وفي عام 1700م حسب هذا التاريخ ازدهرت دولة الكويت بعد دخول عائلة الصباح إليها، وبالتحديد في عام ألف وسبعمائة وستة عشر ميلادي، ثم بدأت في الازدهار والتطور حتى أصبحت الدولة حققت دولة الكويت المعروفة اليوم عملتها الأعلى قيمة بين قيم العملات. العولمة.
وتقع الكويت بين الدول العربية والإسلامية
مرت الأرض العربية التي قامت عليها دولة الكويت بعدة عصور، بدءاً من عصر الجاهلية، مروراً بعصر صدر الإسلام، ثم العصر الأموي، ثم العصر العباسي الأول، ثم العصر العباسي الثاني. وعندما انتهى عصر الدولة العباسية تماماً، دخلت البلاد إلى الأراضي العربية في عصر إسلامي جديد يعرف بالعصر العثماني أو عصر الدولة العثمانية. استمرت الدولة العثمانية في الوجود لفترة لا بأس بها وبدأت في النمو ثم ازدهرت الدولة العثمانية بكامل قوتها وسيطرة مثل العصور التي سبقتها حتى واجهت الدولة العثمانية حكامًا وأمراء لا يخافون الله وهكذا بدأت الدولة العثمانية انهارت الإمبراطورية تدريجيًا في معارك مختلفة بعد غزو إسطنبول، عاصمة الخلافة العثمانية. لقد كانوا مثل سكاكين خارقة في جسد الضحية. وشاركوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وبعد ذلك انهارت الإمبراطورية العثمانية. وكان آخر الوالي العثماني هو مصطفى كمال أتاتورك، وهو الذي وضع الخنجر الأخير في جسد الدولة العثمانية الإسلامية. وبعد ذلك، بدأ الانتداب الأوروبي على الدول الإسلامية بعد… أصدر قراراً بترسيم الحدود حول الدولة الإسلامية الكبيرة المترامية الأطراف – الممتدة على ثلاث قارات – آسيا وإفريقيا وأوروبا – إلى شكل جديد. في الدول الصغيرة التي يسهل السيطرة عليها.
العلاقة بين المصريين والكويتيين
وربما يظن البعض أن تزايد أعداد المصريين في الكويت هو سبب للمشاكل بين الشعوب، لكن هذا اعتقاد لا أساس له من الصحة. إن الشعوب العربية كلها ليست أكثر من إخوة يحسنون فيما بينهم، وهذا ما يقوله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذي أرسله الله نبياً ورسولاً -الذي نصحنا. ورحمة للعالمين، وما نزلهم الله تعالى إلا لكمال الأخلاق الحميدة.
وبما أن العرب تأثروا بالقبلية والتزموا بها قبل الإسلام، فكان الأجدر بالعرب أن يستسلموا لفكرة الأمة ويتحرروا من فكرة القبيلة. ولهذا السبب حرر الله “سبحانه” البشرية من قيود القبيلة، وجعل الناس جميعا سواء، فلا فرق بين إنسان وآخر إلا بمخافة الله. وبقي هذا المفهوم ما دام الناس مسلمين، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خير قدوة لنا. هذا بلال بن رباح الذي أصبح أول مؤذن في الإسلام، وهذا زيد بن حارثة الذي ذكره الله في قرآن يتلى إلى الساعة.
وهذا هو الشغل الشاغل لجميع المسلمين والعرب عامة، والكويت ترحب بالمصريين، ومصر تساعد دولة الكويت الشقيقة بكل ما تستطيع، كما ساعدتها ودعمتها بعد أن أنقذتها من بطش العراق. ولو كان الأمر كذلك لولا مصر لكانت إحدى محافظات العراق وهذا لا يصح ما دمنا مسلمين ومن واجبنا أن نواجه المعتدي حتى يعود إلى رشده.
وفي نهاية مقالنا عن عدد المصريين في الكويت تحدثنا عن إحصائياتهم. وتحدثنا أيضًا عن أسباب هجرة المصريين إلى الكويت وغيرها من الدول. تحدثنا أيضًا عن تاريخ الكويت كدولة ودولة. كما تحدثنا عن العلاقات الطيبة بين المصريين والكويتيين، أدام الله عليها.