آلية التنفس عند الإنسان. كلنا نتنفس كثيراً، فمن منا لا يتنفس، لكن هل تساءل أحد كيف تحدث عملية التنفس وما هي آلياتها؟ يعتقد معظمنا أنها مجرد عملية استنشاق الأكسجين الذي يحتاجه جسمنا عبر الرئتين، لكن عملية أو آلية التنفس عند الإنسان لا تقتصر على هذا فحسب بل هي أكبر من ذلك بكثير. بالإضافة إلى استنشاق الأكسجين فهو يخلصنا من ثاني أكسيد الكربون والنفايات الأخرى الموجودة داخل الإنسان، بالإضافة إلى أن الجسم يلعب دوراً هاماً في الصراخ والضحك والغناء وسنتعرف على ذلك بالتفصيل في السطور التالية.
عمليه التنفس
تعتبر عملية التنفس من العمليات الأساسية التي يقوم بها جسم الإنسان للبقاء على قيد الحياة، حيث أنها تمد جسم الإنسان بالأكسجين اللازم، والذي يؤدي نقصه إلى الوفاة حيث يتعرض الدماغ للتلف في هذه العملية. أربع دقائق بدون أكسجين ويزيل ثاني أكسيد الكربون ومواد النفايات المتولدة أثناء العمليات. طاقة حيوية تشكل خطراً على جسم الإنسان. تبدأ مرحلة أو عملية التنفس في الأنف وتنتهي باستغلال الأكسجين في عمليات الطاقة داخل الخلايا. كما أن الإنسان يتنفس حوالي 40 مرة في الدقيقة من دخول الأكسجين وخروج ثاني أكسيد الكربون.
يمكن العثور هنا على معلومات حول أعراض سرطان الرئة وكيف يختلف عن عدوى الجهاز التنفسي الحادة. انقر هنا: أعراض سرطان الرئة وكيف يختلف عن عدوى الجهاز التنفسي الحادة.
الجهاز التنفسي
كما ذكرنا سابقاً فإن التنفس والجهاز التنفسي من الأجزاء المهمة والأساسية في جسم الإنسان وهي مهمة لبقاء الإنسان على قيد الحياة حيث أنهما يوفران الأكسجين اللازم لعمل الدماغ وبقية وظائف أعضاء الجسم. كما يخلص الجسم من الغازات الضارة مثل ثاني أكسيد الكربون الذي يشكل خطراً على جسم الإنسان، ويتكون الجهاز التنفسي من الأجزاء التالية:
الأنف
ويعتبر هذا الجزء الجزء الأول من الجهاز التنفسي ومبطن من الداخل بنوعين من الخلايا. الأولى هي الخلايا التي تفرز المخاط، والثانية هي الخلايا الهدبية. وتعمل الخليتين معًا على ترطيب وتدفئة الهواء الملائم لدرجة حرارة الجسم الداخلية وتطهيره من الشوائب قبل دخوله إلى جسم الإنسان.
حُلقُوم
ومن المفترض أن هذا الجزء يشارك في النقل المشترك للغذاء والهواء. كما توجد قطعة من الغضروف تسمى لسان المزمار عند مدخل الحنجرة والتي تفصل الطعام عن الهواء لمنع الاختناق. يمكن تقسيم البلعوم إلى ثلاثة أقسام: البلعوم الأنفي، والبلعوم الفموي، والبلعوم الحنجري.
حُلقُوم
يعتمد هذا الجزء من الجهاز التنفسي على نقل الهواء من الحلق إلى أجزاء القناة التنفسية. وهو عبارة عن هيكل عظمي يتكون من اثني عشر غضروفًا، ترتبط جميعها ببعضها البعض عن طريق الأربطة والأغشية.
القصبة الهوائية
القصبة الهوائية عبارة عن أنبوب يبلغ طوله حوالي 12 سم ويعمل كممر للهواء. يوجد في نهاية القصبة الهوائية قصبتان، تنفتح كل منهما على الرئتين ثم تبدأ بالانقسام إلى ما يسمى بالقصيبات، وهي تتشبع إلى أجزاء أصغر تنتهي بالحويصلات الهوائية بحيث يمكن تبادل الغازات وتكوينها. تبطن القصبة الهوائية من الداخل بالأنسجة الظهارية التنفسية المغطاة بسائل رقيق. يحتوي هذا السائل أيضًا على طبقة من المخاط اللزج الذي يساعد في الحفاظ على رطوبة الجهاز التنفسي. كما أنه يحبس الأوساخ الموجودة في الهواء، وبالتالي فهو مهم لتصفية وتنقية الهواء. ومن ثم يدفع المخاط إلى الخلف. وينتقل المخاط إلى الحلق حيث يتم ابتلاعه وطرده من الجسم.
رئة
تتكون الرئتان من الرئة اليمنى المكونة من ثلاثة فصوص، والرئة اليسرى المكونة من فصين، والرئة اليسرى أصغر من الرئة اليمنى. ونلاحظ أن كل شعاع محاط بغشاء رقيق يسمى الكيس الجنبي. كما يحتوي على 480 مليون حويصلة محاطة بشبكة من الشعيرات الدموية.
لا تفوت معلومات عن أسباب ضيق التنفس المفاجئ والأعراض المصاحبة والعلاج. اضغط هنا: أسباب ضيق التنفس المفاجئ والأعراض المصاحبة والعلاج.
آلية التنفس عند الإنسان
وبعد أن تعرفنا على الجهاز التنفسي وأجزائه، دعونا نتعرف على آلية التنفس عند الإنسان وكيف تتم عملية التنفس. ونلاحظ أن هذه العملية تتكون من ثلاث مراحل: الشهيق، وتبادل الغازات، وأخيراً الزفير. كل مرحلة من هذه المراحل الفردية تخضع لتوجيه وإشراف الجهاز العصبي المحيطي وتكتمل كل عملية أو مرحلة على النحو التالي:
مرحلة الاستنشاق
في هذه المرحلة يدخل الهواء إلى الرئتين، وعند الشهيق تنقبض العضلة الموجودة في الحجاب الحاجز، مما يؤدي إلى تحرك الحجاب الحاجز إلى الأسفل، كما تتحرك العضلات الوربية بين الأضلاع إلى الخارج، مما يؤدي إلى تضخم تجويف الصدر. وهذا يؤدي إلى انخفاض ضغط الهواء بين الرئتين. يؤدي هذا إلى تدفق الهواء إلى الممرات الأنفية بحيث يتساوى الضغط.
مرحلة تبادل الغازات
في هذه المرحلة يحدث تبادل الغازات بين الحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية المحيطة بها، لأن هذه الحويصلات مليئة بالأكسجين وبنسبة معينة من ثاني أكسيد الكربون، أما الدم في هذا الوقت غني بثاني أكسيد الكربون ونسبة الأكسجين فيه منخفضة ، فينتقل الأكسجين من الحويصلات الهوائية لنقل الدم.
مرحلة العملية
في هذه المرحلة ترتخي عضلة الحجاب الحاجز مما يؤدي إلى انخفاض حجم تجويف الصدر مما يزيد من ضغط الهواء في الرئتين ثم يزيح هذا الهواء من الرئتين.
أمراض الجهاز التنفسي
هناك العديد من الأمراض التي تصيب الجهاز التنفسي ويمكن تقسيمها إلى:
أمراض الشعب الهوائية الانسدادي
مثل الربو وانتفاخ الرئة والتهاب الشعب الهوائية.
أمراض الجهاز التنفسي المقيدة
تشمل الأمثلة التليف العصعصي، والتلف السنخي، والانصباب الجنبي.
أمراض الأوعية الدموية
مثل ارتفاع ضغط الدم الرئوي، والوذمة الرئوية، والانسداد الرئوي.
أمراض معدية
مثل الالتهاب الرئوي والسل، والتي تنتج عن التعرض للملوثات.
التأثيرات على الجهاز التنفسي
هناك بعض الأمور والعوامل التي يمكن أن تسبب أمراض الجهاز التنفسي مثل:
- يعد تلوث البيئة والجو نتيجة انتشار عوادم المصانع وعوادم السيارات أحد أسباب زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون في الهواء. ولذلك، عند الاستنشاق يؤدي إلى تحسن في آلية التنفس، وعملية الاستنشاق وغيرها، والزفير للتخلص من غاز ثاني أكسيد الكربون هذا، الذي يستنزف الرئتين ويجعلها متعبة وتعمل بشكل أبطأ.
- كما أن التدخين والتدخين السلبي يسببان احتقان القصبات الهوائية والحويصلات الهوائية والشعيرات الدموية بسبب النيكوتين، مما يؤدي إلى انخفاض كفاءة عملية تبادل الغازات.
- التعرض للفيروسات والالتهابات مثل الأنفلونزا ونزلات البرد والتهاب الشعب الهوائية.
- بالإضافة إلى ذلك، خلال الجهود المضنية والكبيرة، هناك زيادة في معدل التنفس وعمليتي الشهيق والزفير.
للحصول على معلومات حول التجشؤ المستمر وضيق التنفس وكيفية إيقاف التجشؤ أثناء الحمل، راجع التجشؤ المستمر وضيق التنفس وكيفية إيقاف التجشؤ أثناء الحمل.
الوقاية من أمراض الجهاز التنفسي
بعد التعرف على العوامل التي تؤثر على الجهاز التنفسي وتسبب الأمراض المذكورة أعلاه، لا بد من الحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وحمايته من الإصابة بهذه الأمراض أو التعرض لهذه العوامل من خلال النصائح والإرشادات التالية:
- الامتناع عن التدخين ولا تعرض نفسك للتدخين السلبي بالقرب من شخص يدخن.
- تأكد من ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي كل يوم.
- تجنب الالتهابات واحرص على عدم التعرض للالتهابات والملوثات مثل الغبار والدخان والأتربة والمواد الكيميائية التي تهيج الجهاز التنفسي.
- تأكد من حصولك على لقاح الأنفلونزا وتلقي التطعيم سنويًا.
- تأكد من شرب كمية كافية من الماء كل يوم.
- تناول نظام غذائي صحي يحتوي على الخضار والفواكه التي تقوي جهاز المناعة.
- المحافظة على النظافة الشخصية وغسل اليدين جيداً قبل الأكل وبعده للوقاية من العدوى والفيروسات.
- احرص على التنفس بعمق لمساعدة الرئتين على تنظيف نفسها عن طريق ملئها بالأكسجين وزيادة كفاءة تبادل الغازات. للقيام بذلك، قم بتمارين التنفس عن طريق الاستنشاق بعمق من خلال أنفك والعد إلى 4، ثم إخراج الزفير وإخراج الهواء من فمك ببطء أثناء العد إلى 8.
وفي نهاية حديثنا نأمل أن نكون قد قدمنا لكم كافة المعلومات عن الجهاز التنفسي وأجزائه التي تشكل آلية التنفس عند الإنسان، وكيف تحدث عملية التنفس وما هي العوامل المؤثرة على الجهاز التنفسي المسببة للأمراض، بحيث ويمكن تجنبها باتباع النصائح والتعليمات، مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة والعافية.