نظام صارم للغياب اليومي عبر منصة نور يهدد الطلاب المتهربين في السعودية بالحرمان من النجاح

منذ 9 ساعات
نظام صارم للغياب اليومي عبر منصة نور يهدد الطلاب المتهربين في السعودية بالحرمان من النجاح

في كل تجربة تعليمية ناجحة، القاعدة الأساسية التي لا تقبل النقاش هي: حضور الطالب يعكس تعلمه. ومن هنا، توصلت وزارة التعليم السعودية إلى ضرورة تطبيق نظام صارم لرصد الغيابات المدرسية من خلال منصة نور، مما يجعل الحضور معيارًا جوهريًا لتقييم التزام الطالب. هذه الخطوة تمثل تحولًا جذريًا في إدارة التعليم، وتبين بوضوح أن الانضباط جزء لا يتجزأ من شخصية الطالب، وليس مجرد بند في دفتر المدرسة حسب ما تم الإعلان عنه رسميًا.

لماذا الآن؟ ولماذا بهذه الجدية؟

التعليم السعودي اليوم يسير ضمن رؤية استراتيجية شاملة، تسعى لبناء جيل واعٍ من خلال التحكم في الغيابات. فالغياب غير المبرر يعد بداية لفوضى وتهاون يؤثر على شخصية الطالب.

الحضور اليومي لا يقتصر على الدروس فقط، بل يسهم في بناء الانضباط الذاتي، وتحمل المسؤولية، واحترام الوقت، والتعاون، والاندماج في المجتمع المدرسي. هذه القيم لا يمكن اكتسابها من خلال الشاشات أو متابعة ملخصات الدروس في اللحظات الأخيرة.

بالتالي، يعيد التعليم تعريف النجاح: فلم يعد النجاح مجرد رقم على ورقة، بل يتمثل في شخصية متكاملة وتهيئة للمستقبل.

منصة “نور”.. من مجرد نظام إلى عين رقابية يومية

لقد اعتادت منصة نور إدارة سجلات الطلاب والمعلمين لسنوات، لكن اليوم يتطور دورها ليصبح نظام مراقبة وتعقب فوري.

يتم تسجيل كل غياب، كل تأخير، وكل عذر أو بدون عذر فورًا، ويظهر للإدارة والوزارة وولي الأمر في نفس اللحظة. ومع ذلك، لا مجال للتساهل، ولا فرصة للتلاعب، ولا عذر يُترك دون مراجعة.

هذه الرقابة ليست هدفًا بحد ذاتها، بل وسيلة لحماية الطالب من الوقوع في فوضى، وللحفاظ على المجتمع من مخرجات تعليم تفتقر للانضباط.

ماذا تريد الوزارة؟

الرسالة واضحة وبسيطة:

  • مدرسة بلا غياب مفتعل.
  • طالب مسؤول يعرف قيمة وقته.
  • تعليم يحترم الجهد والحضور، وليس الدرجات فقط.
  • تعاون فعلي بين المدرسة والأسرة.
  • بيئة تعليمية تخرج مواطنًا ناضجًا قبل أن تخرج طالبًا ناجحًا.

الأسرة شريك لا متفرج

لم يعد ولي الأمر مجرد متلقٍ لنتائج نهاية الفصل، بل أصبح جزءًا من منظومة الرقابة اليومية. رسائل فورية، إشعارات، تنبيهات، تواصل مباشر، ومتابعة دقيقة؛ المدرسة ليست وحدها في الساحة، والأسر لم يعد بإمكانها تجاهل غياب أبنائها.

هذه شراكة حقيقية تسهم في بناء جيل واعٍ، وتغلق أبواب الهروب والتهاون مبكرًا.

مدرسة بلا فوضى.. وقيم تُرسَّخ يومًا بعد يوم

التعليم لا يقتصر فقط على المناهج، بل يشمل الثقافة والسلوك والهوية. وهذه هي أهمية الربط بين الانضباط والسلوك الوطني. المدرسة المنظمة تعني جيلًا منضبطًا، ومجتمعًا ذا مسؤولية، ونشئًا يفهم معنى الالتزام واحترام النظام.