السعودية تتخذ قرارا تاريخيا بتحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة بلمسة واحدة
في خطوة غير مسبوقة تعيد تشكيل الملامح الاجتماعية بالمملكة، أعلنت المديرية العامة للجوازات في السعودية عن إطلاق مبادرة نوعية تُعد واحدة من أبرز الإنجازات الإنسانية والإدارية في تاريخ أنظمة الإقامة. المبادرة، التي أُطلق عليها “تحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة نظامية بقرار واحد فقط”، تمثل تغيرًا إنسانيًا كبيرًا يمس حياة أكثر من مليون طفل يعيشون في المملكة بتأشيرات زيارة. وقد جاء هذا القرار في إطار التطوير المستمر لسياسات الإقامة ضمن رؤية السعودية 2030، ويشكل انفراجة حقيقية لعشرات الآلاف من الأسر المقيمة، التي عانت طويلاً من قلق تجديد التأشيرات ورسوم التمديد، في انتظار تحقيق استقرار دائم.
مبادرة تاريخية تعيد تشكيل حياة الأسر المقيمة
وفقًا لما أعلنته الجوازات، توفر المبادرة إمكانية تحويل تأشيرة الزيارة إلى إقامة دائمة للأطفال دون سن الثامنة عشرة، بشرط أن يكون الوالدان مقيمين نظاميًا في المملكة. هذا القرار من شأنه تغيير حياة العديد من الأسر التي كانت تعيش في قلق مستمر بشأن وضع أطفالها القانوني.
تأتي هذه الخطوة، التي تُعتبر تحولًا استراتيجيًا، استجابةً لاحتياجات اجتماعية وإنسانية تراكمت على مر السنين. فقد كانت العديد من الأسر المقيمة تواجه تحديات حقيقية تتعلق بتمديد الزيارات وتأمين الاستقرار الأسري. والآن، أصبح بإمكان هذه الأسر أن تتنفس الصعداء بعد أن فُتحت أمامهم أبواب الأمل للاستقرار طويل الأمد في المملكة.
اقرأ أيضا: تحذير عاجل من الأرصاد .. سيول جارفة وعواصف قوية تضرب مناطق واسعة في السعودية
رسالة إنسانية قبل أن تكون إدارية
وصفت المديرية العامة للجوازات المبادرة بأنها رسالة إنسانية شاملة قبل أن تكون إجراءً تنظيمياً. فالأولوية في هذا القرار هي تعزيز الاستقرار الأسري والنفسي للأطفال الذين عاش بعضهم لسنوات تحت ضغط الإقامات المؤقتة وعدم وضوح المستقبل.
يؤكد المتحدث الرسمي باسم الجوازات أن المبادرة جاءت بعد دراسات دقيقة، أظهرت أن أكثر من 40% من الأسر المقيمة تعاني من قلق متكرر يتعلق بتجديد التأشيرات وتكاليفها المرتفعة، مما أثر على الأداء التعليمي للأطفال واستقرار الأسرة بشكل عام. ومن هنا، فإن هذه المبادرة تمثل حلاً جذريًا لمشكلة طويلة الأمد أثرت على عدد كبير من المقيمين.
اقرأ أيضا: وزارة التعليم تحسم القرار .. لا إلغاء للدراسة الحضورية للابتدائي في رمضان 1447
تحول جذري في منظومة الإقامة
من يتابع التطورات الإدارية في السعودية يدرك أن هذه المبادرة ليست قرارًا مفاجئًا، بل هي حلقة جديدة في سلسلة من الإصلاحات العميقة ضمن رؤية 2030. حيث سبقتها مشاريع استراتيجية مثل الإقامة المميزة والبطاقة الخضراء، التي أفسحت المجال أمام أنظمة إقامة أكثر استقرارًا ومرونة.
ومع إطلاق مبادرة تحويل الزيارة إلى إقامة نظامية، أصبحت منظومة الإقامة في السعودية أكثر توازنًا بين الجوانب القانونية والإنسانية، حيث تلبي احتياجات المقيمين وأسرهم، وفي الوقت نفسه تحافظ على النظام العام وتدعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز الولاء والانتماء بين المقيمين.