تتنوع أعراض بواسير ما بعد الولادة حيث تتراوح في شدتها من الأعراض البسيطة إلى الأعراض الشديدة وتختلف أيضًا حسب الموقع. لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو أنهم جميعًا يسببون الألم والانزعاج.
ولهذا سنخبرك اليوم عبر موقع ملتزم عن أعراض البواسير بعد الولادة ونقدم لك كافة المعلومات اللازمة حول هذا الموضوع.
أعراض البواسير بعد الولادة
تتعرض المرأة الحامل خلال فترة الحمل إلى تغيرات فسيولوجية مختلفة لا تنتهي بانتهاء فترة الحمل والولادة كما يعتقد البعض، بل تنقلب رأساً على عقب وتشتد حدتها أثناء عملية الولادة وبعدها.
في الأشهر الأخيرة من الحمل، مع زيادة حجم الجنين، ينشأ ضغط إضافي على منطقة حوض الأم، وخاصة منطقة الشرج، وعند الولادة يصل الضغط إلى الحد الأقصى، مما يؤدي إلى الإصابة بالبواسير.
يؤدي الضغط الزائد الذي يمارسه الجنين على منطقة الشرج إلى تضخم الأوردة الموجودة في المستقيم أو الأوردة المحيطة بفتحة الشرج. وهذا ما يسمى بالبواسير، والتي تسبب ألمًا شديدًا ونزيفًا.
تعتبر البواسير من المضاعفات الشائعة التي تعاني منها معظم النساء فيما يتعلق بالولادة، ورغم أنها مشكلة محتملة وربما ليست خطيرة، إلا أنها تعتبر من أكثر الأمور المزعجة التي تؤدي إلى معاناتهن.
تظهر البواسير عادة على شكل كتلة ملتصقة بفتحة الشرج، ويتراوح حجمها من الصغير إلى الكبير. ومع ذلك، في معظم الحالات، اعتمادًا على موقعه، يمكن أن يسبب سعالًا مزعجًا بالإضافة إلى الشعور بالألم أو نزيف المستقيم.
تم تصنيف أعراض بواسير ما بعد الولادة إلى ثلاثة أنواع، والتي تختلف حسب شدة الأوردة البارزة وموقعها. ولذلك سنتعرف عليها بوضوح بناءً على موضوعنا كما يلي:
1- أعراض البواسير الداخلية بعد الولادة
عندما تنتفخ الأوردة الموجودة في المستقيم، فإنها تحدث بواسير لا نستطيع رؤيتها أو حتى الشعور بها، حيث أن البواسير الداخلية في معظم الحالات لا يصاحبها شعور بالألم حيث لا توجد أعصاب حسية في المستقيم.
لكن من الممكن الإشارة إلى البواسير الداخلية من خلال عدة أعراض سنشرحها لك بشكل أكثر تفصيلاً في النقاط التالية:
- وجود دم في البراز أثناء حركات الأمعاء.
- وجود كتلة منتفخة في منطقة الشرج. وهذا مؤشر على تورم الأنسجة والأوردة ويؤدي أيضًا إلى الألم أثناء حركات الأمعاء.
- بعد الولادة، ترى المرأة نتوءات وردية واضحة في منطقة المستقيم. وتعتبر هذه النتوءات مؤشراً على وجود البواسير الداخلية.
2- أعراض ما بعد الولادة المتعلقة بالبواسير الخارجية
تظهر البواسير الخارجية تحت الجلد حول فتحة الشرج على شكل كتلة ناعمة ومؤلمة. سبب الإحساس بالألم في هذا النوع من البواسير هو وجود أعصاب حسية حول فتحة الشرج.
وفيما يلي سنخبرك بأعراض بواسير ما بعد الولادة خارج وحول فتحة الشرج:
- تعاني من ألم شديد وحكة في منطقة الشرج.
- وجود كتلة ناعمة مؤلمة ويظهر الألم بوضوح أثناء حركة الأمعاء والتبرز.
- نزيف من منطقة الشرج.
- تورم داخل وحول فتحة الشرج.
3- أعراض البواسير الشديدة بعد الولادة
تعرفنا على أعراض البواسير بعد الولادة، وهي طبيعية ولا تشكل أي خطر، والآن حان الوقت لنخبرك بالأعراض التي تتطلب زيارة فورية للطبيب، ومنها ما يلي:
- الشعور بتصلب شديد في البواسير وزيادة الألم. وقد يشير ذلك إلى ظهور جلطات دموية في المنطقة التي توجد فيها البواسير وتتطلب التدخل الجراحي.
- حجم البواسير أكبر من الطبيعي.
- ويستمر النزيف بغزارة.
- يحول الكتلة الناعمة للبواسير إلى كتلة صلبة ومؤلمة للغاية.
أسباب البواسير بعد الولادة
واستمراراً لموضوعنا الذي يعرفك على أعراض البواسير بعد الولادة، نتعمق أكثر في الموضوع ونخبرك فيما يلي أهم وأبرز الأسباب التي تؤدي إلى تطور البواسير عند النساء بعد الولادة:
1- الإجهاد عند الولادة يؤدي إلى الإصابة بالبواسير
من أسباب إصابة المرأة بالبواسير بعد الولادة هو الضغط على العجان في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، حيث يشير العجان إلى منطقة الأنسجة الواقعة بين فتحتي المهبل والشرج.
يؤثر هذا الضغط على الأوردة الموجودة في الصمامات المسؤولة عن ضغط الدم، مما يؤدي إلى إضعافها. يمكن أن يؤدي ذلك إلى استنزاف الأوردة وامتلاءها بالدم، مما يؤدي إلى الإصابة بالبواسير.
2- التغيرات الهرمونية يمكن أن تسبب البواسير
التغيرات الهرمونية تؤثر على الأوردة الموجودة في منطقة المستقيم والشرج، حيث أنه بعد الولادة يزداد إفراز هرمون البروجسترون في جسم المرأة، مما يؤدي إلى ارتخاء الأوردة واستمرارها في الانتفاخ وتشكل البواسير.
3- الإمساك المتكرر أحد أسباب الإصابة بالبواسير
بعد الولادة، تعاني النساء من الإمساك بسبب هرمونات الحمل حيث يواجهن صعوبة كبيرة في إخراج البراز. وهذا يزيد من احتمالية تورم أنسجة وأوردة المستقيم وبالتالي احتمالية الإصابة بالبواسير.
كيفية تشخيص البواسير بعد الولادة
يمكن تشخيص أعراض بواسير ما بعد الولادة المذكورة أعلاه من خلال اتباع بعض الإجراءات والفحوصات التي نقدمها لكِ على النحو التالي:
- يمكن تشخيص البواسير من خلال الفحص البدني الذي يقوم فيه الطبيب بالتحقق مما إذا كان هناك أي تورمات أو نتوءات في منطقة الاستئصال والتي تشير إلى وجود بواسير داخلية.
- إجراء فحص المستقيم الرقمي حيث يقوم الطبيب بإدخال إصبع مغطى بقفاز مبلل لفحص منطقة العجان وكذلك التوتر في فتحة الشرج.
- أثناء إجراء تنظير الشرج، يقوم الطبيب بإدخال أنبوب بلاستيكي، ما يسمى بالمنظار، لفحص القناة الشرجية، أي المستقيم.
- فحص البواسير بعد الولادة عن طريق التنظير السيني.
- يمكن إجراء تنظير القولون لفحص القولون وأخذ الأنسجة منه لفحص وتشخيص أي مشاكل به.
الوقاية والعلاج من البواسير بعد الولادة
في معظم الحالات، يمكن أن تختفي البواسير من تلقاء نفسها بعد فترة زمنية معينة بعد الولادة، حيث تختلف المدة حسب شدتها. ولكن يمكن تسريع عملية شفاء البواسير التي تصيب المرأة بعد الولادة، وذلك من خلال اتباع ما يلي:
- بعد الولادة وللوقاية من البواسير يجب على المرأة أن تحافظ على نظام غذائي صحي يتضمن الأطعمة الغنية بالألياف مثل الحبوب الكاملة لتسهيل عملية الهضم ومنع تراكم الطعام والإمساك.
- شرب الكثير من الماء يمنع تراكم الطعام في الأمعاء ويزيد الضغط على الأوردة الموجودة في المستقيم، مما يسبب انتفاخها ونزيفها، وهو أحد أعراض البواسير بعد الولادة.
- يمكن علاج البواسير بعد الولادة بالكريمات الموضعية المخصصة لها والتي لا تتطلب وصفة طبية، حيث تساعد هذه الكريمات على تخفيف أعراض البواسير بعد الولادة.
- ومن الضروري تجنب الوقوف لفترات طويلة حتى لا يزيد حجم كتلة البواسير.
- من الممكن علاج البواسير بعد الولادة عن طريق وضع قطعة قماش باردة على منطقة الشرج لتخفيف الألم
- عندما تريد الذهاب إلى المرحاض، يجب عليك تجنب إجهاد منطقة الشرج وزيادة الضغط لطرد البراز.
- في الحالات الطارئة التي تكون فيها البواسير كبيرة الحجم، قد يكون من الأفضل للمرأة التي تعاني منها بعد الولادة أن تلجأ إلى التدخل الجراحي وعدم التردد.
تواجه الكثير من النساء بعد الولادة مشكلة البواسير، والتي قد لا تكون مشكلة خطيرة، ولكنها تسبب لهن الضيق بسبب أعراضها المزعجة، سواء كانت حكة أو ألم أو ظهور دم في البراز، ولكن لا بأس فهذه الأعراض تختفي بعد الولادة. خاصة بهم بعد فترة قصيرة أو مع العلاج.