أخدود جوي يجلب أمطار غزيرة وتحذيرات رسمية في سلطنة عُمان ويتوقع استمراره لأيام

منذ 3 ساعات
أخدود جوي يجلب أمطار غزيرة وتحذيرات رسمية في سلطنة عُمان ويتوقع استمراره لأيام

تسجل سلطنة عُمان، ضمن التغيرات المناخية السريعة التي تعصف بالعالم، استعدادها لاستقبال أخدود جوي عميق يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025. يُتوقع أن يبدأ تأثيره المباشر على البلاد اعتبارًا من يوم السبت 11 أكتوبر، ويمتد لعدة أيام، وفقًا لتقارير المركز الوطني للإنذار المبكر من المخاطر المتعددة التابع لهيئة الطيران المدني.

ما هو الأخدود الجوي؟ ولماذا يعتبر مهمًا؟

الأخدود الجوي هو منخفض جوي في الطبقات العليا من الغلاف الجوي، يتميز بانخفاض الضغط الجوي، وغالبًا ما يرافقه تيارات هوائية باردة ورطبة. يعد الأخدود جسيماً إذ لا يقتصر تأثيره على هطول الأمطار فحسب، بل قد يتسبب في اضطرابات جوية متعددة مثل العواصف الرعدية، الرياح القوية، وتراكم حبات البرد. وهذا يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والنشاطات الاقتصادية.

وفي الحالة الحالية في عُمان، تشير التقارير الرسمية إلى أن الأخدود سيجلب أمطارًا تتفاوت في غزارتها، مع إمكانية حدوث عواصف رعدية ورياح نشطة، وتوقع تساقط حبات البرد، خاصة في المناطق الجبلية والمكشوفة.

المناطق الأكثر تأثرًا: اتساع الرقعة الجغرافية

بحسب النشرة الصادرة عن هيئة الطيران المدني، فإن تأثيرات الأخدود الجوي ستشمل مناطق واسعة من السلطنة، أبرزها محافظات شمال وجنوب الباطنة، والظاهرة، والداخلية، والمناطق الجبلية، بالإضافة إلى محافظتي جنوب وشمال الشرقية. يشير هذا الاتساع إلى ضرورة اتخاذ الحيطة والاستعداد الجيد.

من المتوقع أيضًا تشكل سحب ركامية كثيفة خلال الظهيرة، والتي قد تؤدي إلى أمطار غزيرة في فترة زمنية قصيرة، مما يزيد من احتمالية جريان الأودية والشعاب، وهو ما يتطلب يقظة مجتمعية واستجابة سريعة من الجهات المعنية.

البُعد البيئي: نعمة الأمطار وتحدي السيول

تُعتبر الأمطار في سلطنة عُمان مصدرًا حيويًا لتجديد المياه الجوفية، وتغذية الأفلاج، وريّ الأراضي الزراعية، مما يجعلها ضرورية للحياة. ومع ذلك، عند زيادة غزارة الأمطار بحيث تتجاوز قدرات الطبيعة أو البنية التحتية، يمكن أن تتحول إلى مصدر خطر، خاصةً إذا نتج عنها جريان مفاجئ للأودية والشعاب.

يكمن التحدي في سرعة تدفق المياه وطبيعة التضاريس الجبلية في عُمان، إذ إن انحداراتها الحادة تزيد من سرعة جريان السيول وتحويلها إلى تيارات جارفة يصعب التحكم فيها.

السلامة العامة: مسؤولية مشتركة

مع كل حالة جوية استثنائية، تتجدد أهمية الوعي المجتمعي والتصرف الصحيح. وكررت الهيئة أهمية الالتزام بالتحذيرات الرسمية، ومتابعة تحديثات الطقس من مصادر موثوقة، وتجنب المجازفة بعبور الأودية أثناء جريانها أو التخييم في المناطق المنخفضة.

يتعين التأكيد على أن السلامة مسؤولية جماعية، تبدأ من الأفراد وتصل إلى المؤسسات الحكومية ووسائل الإعلام، التي تلعب دورًا حيويًا في توعية المجتمع وتحريك موارده دون تهويل أو تقصير.

الجانب الإعلامي: دور حيوي في إدارة الأزمات

يمكن ملاحظة أن الإعلام العماني، بجميع وسائطه التقليدية والرقمية، أصبح أكثر احترافية في تناوله للأحوال الجوية، من حيث سرعة نقل المعلومات ودقتها، وتوجيه الجمهور نحو الأفعال الصائبة. ومع دخول وسائل التواصل الاجتماعي، ازدادت المسؤولية لتشمل التأثير الإيجابي أو السلبي من خلال نوعية المحتوى المتداول.

في هذا السياق، يُعتبر تطبيق هيئة الطيران المدني وموقعها الإلكتروني من المصادر الموثوقة التي يجب الرجوع إليها بشكل دائم، خاصة في الأيام المقبلة التي قد تشهد تغيرات مفاجئة في الطقس.

إنضم لقناتنا على تيليجرام