أسعار الذهب تحطم الأرقام القياسية في سلطنة عمان الجرام يلامس ال52 ريالًا

تشهد سلطنة عمان حاليًا موجة غير مسبوقة من ارتفاع أسعار الذهب، حيث سجل سعر جرام الذهب عيار 24 حوالي 52 ريالًا عمانيًا، وهو أعلى مستوى له منذ عدة أشهر. أثار هذا الارتفاع المفاجئ جدلاً واسعًا بين المواطنين والمستثمرين، وخاصةً في ظل استمرار التقلبات العالمية في أسعار المعدن الثمين، التي تأثرت بعوامل اقتصادية وجيوسياسية معقدة حسب الإعلانات الرسمية من الجهات المعنية.
ارتفاع أسعار الذهب في السوق العماني
تعتبر سلطنة عمان من الدول التي تنظر إلى الذهب كمخزن للقيمة ووسيلة استثمارية آمنة، وليس مجرد زينة أو هدايا. لذا، فإن أي تغيير في الأسعار يترك أثرًا واضحًا على السوق المحلي، سواء في المبيعات أو الطلب على الذهب في محلات الصاغة.
وترتفع أسعار جميع عيارات الذهب في الأسواق العمانية، فليس عيار 24 وحده من يسجل الارتفاع، بل تجاوز سعر عيار 22 حاجز 47 ريالًا، ووصل عيار 21 إلى حوالي 45 ريالًا عمانيًا، في حين سجل عيار 18 نحو 38 ريالًا. ويتفق تجار الذهب على أن الأسعار قد تستمر في الارتفاع خلال الأسابيع القادمة إذا استمرت الأوضاع العالمية كما هي.
الذهب يتحدى التوقعات .. عيار 24 يتجاوز الأرقام المتوقعة وجرام الذهب يسجل 424 ريال
الأسباب العالمية وراء الزيادة
لفهم أسباب ارتفاع الذهب في سلطنة عمان، لابد من النظر إلى الأحداث في السوق العالمية. فقد شهد العالم خلال الأشهر الأخيرة توترات سياسية واقتصادية كبيرة تؤثر على حركة الاقتصاد العالمي، وخاصةً في مناطق ذات تأثير كبير مثل الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا.
كما أدت السياسات النقدية من البنوك المركزية إلى زيادة أسعار الفائدة بشكل متكرر للسيطرة على التضخم، لكن هذا جعل الذهب أكثر جاذبية كملاذ آمن، خصوصًا مع مخاوف المستثمرين من الركود المحتمل. بالإضافة إلى ذلك، كسب الذهب قيمة أكبر بفعل ضعف أداء الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، مما يجعله أكثر جاذبية للمستثمرين غير الأمريكيين.
تنعكس هذه العوامل بشكل مباشر على السوق العماني، حيث يتم تسعير الذهب وفقًا للأسعار العالمية مضافًا إليها تكاليف النقل والتصنيع والضرائب المحلية.
وزارة التعليم تعلن قرارها .. لا إلغاء للدراسة الحضورية للمرحلة الابتدائية في رمضان 1447
التأثيرات المحلية على المواطنين والمستثمرين
أدى الارتفاع الكبير في الأسعار إلى حالة من الترقب بين المواطنين، خاصةً المستهلكين الذين يقبلون على الزواج أو الراغبين في شراء الذهب كهدايا. أفادت العديد من محلات الصاغة في مدن مثل مسقط وصحار ونزوى بأن الطلب على المجوهرات الفاخرة قد تراجع قليلًا، بينما ارتفع الطلب على السبائك الصغيرة والعملات الذهبية، التي يفضلها المستثمرون باعتبارها وسيلة ادخار.
ومن جهة أخرى، يرى بعض التجار أن الارتفاع الحالي قد يدفع المستهلكين للشراء مبكرًا خشية استمرار هذا الارتفاع، لا سيما في ظل غياب مؤشرات تدل على تراجع الأسعار في المستقبل القريب.
الذهب في سلطنة عمان.. استثمار آمن رغم التقلبات
يسجل السوق العماني استقرارًا نسبيًا في تجارة الذهب مقارنةً بأسواق الخليج الأخرى، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها طبيعة السوق المحافظة وزيادة وعي المستهلكين بأهمية الاحتفاظ بالذهب كضمان مالي على المدى الطويل.
بينما يفضل البعض الاستثمار في الأسهم أو العقارات، يبقى الذهب الخيار الأكثر أمانًا لكثير من العمانيين، خاصةً في فترات الأزمات الاقتصادية أو الحروب أو انخفاض قيمة العملات.
يؤكد خبراء الاقتصاد أن أسعار الذهب في عمان تتأثر ليس فقط بعوامل العرض والطلب المحلية، وإنما أيضًا بتقلبات أسعار النفط، لأن الاقتصاد العماني يعتمد جزئيًا على الإيرادات النفطية. فكلما ارتفع سعر النفط، ازدهرت القدرة الشرائية، مما يؤدي إلى زيادة الإقبال على الذهب كرمز للرفاهية والاستثمار.
هل سيستمر الارتفاع؟
السؤال الذي يشغل الجميع حاليًا هو: هل سيستمر الارتفاع في أسعار الذهب داخل السلطنة؟ الإجابة تتوقف على عدة متغيرات على الصعيدين العالمي والمحلي. إذا استمر تراجع الدولار واستمرت التوترات الجيوسياسية، فمن المحتمل أن يرتفع الذهب أكثر، وربما يتجاوز حاجز 55 ريالًا للجرام الواحد من عيار 24 خلال الأشهر المقبلة.
ومع ذلك، إذا تراجعت التوترات وبدأت الأسواق العالمية في الاستقرار، قد نشهد انخفاضًا طفيفًا في الأسعار. رغم ذلك، يشير خبراء الاقتصاد إلى أن الذهب سيظل في مستويات مرتفعة نسبيًا مقارنة بالسنوات السابقة، لأنه يعكس ببساطة واقعًا اقتصاديًا عالميًا متوترًا ومشحونًا بعدم اليقين.